معبد بعل شمين
حتى تفجيره على ايدي تنظيم الدولة الاسلامية عام 2015، ظل معبد بعل شمين أحد أفضل المعالم التاريخية المُحافظ عليها
في تدمر. مُشيد بين فناءين مزودين بأعمدة يمينًا ويسارًا يشكلان جزءًا من حرمه، كان للمعبد رواق عميق مترابط بستة أعمدة تلتف حول المدخل الشرقي. كما يشير كاساس في رسومات إعادة البناء، فإن مدخل المعبد يتناسق بشكل جيد مع الأعمدة الأمامية الأربعة التي تعلوها قوصرة. يذكر النص التكريمي الذي يعود تاريخه إلى الفترة من عام 130 حتى 131 ميلاديًا أن المعبد بُني تحت رعاية ماليه، ابن يارهاي (كاتب في الحرم)، لتمجيد اسم بعل شمين، رب السماء وإله الخصوبة والعواصف والأمطار.
كما يتضح في معظم أعمال الهندسة المعمارية لمدينة تدمر، تميّز المظهر الخارجي لمعبد بعل شمين بتصميم روماني أو هليني، لكن تخطيطه الداخلي ووظيفته يعكسان أنماطًا إقليمية أو فريدة من نوعها. على سبيل المثال، استنتج علماء الآثار أن هناك حاجزًا ثلاثيًا منحوتًا بشكل موسع لمنع الوصول إلى الحرم المقدس، الذي امتد عبر المناطق الداخلية الغربية من حرم المعبد المقابل للمدخل. بعد تدميره بشكل كبير، لم يتبق إلا جزء صغير من هذا الحاجز تم الحفاظ عليه بشكل مثالي وهو عتبة تصور نسرًا فخمًا بأجنحة مفرودة، مما يشير إلى الصفات السماوية لبعل شمين الذي يحيط به النسور الصغيرة وتمثال نصفي صغير جدًا لأغليبول(القمر) ومالاكبيل (الشمس). وقف بعل شمين كإله سماوي آخر في البانْتيون التدمري بجانب بل. كان معبد بعل شمين الذي بُني بعد مرور قرن على المجمع الضخم المخصص لبل، بمثابة طائفة دينية جديدة، ربما تكون قد نشأت من مملكة فينيقيا، بعد أن سافرت شرقًا على طول الطرق التجارية إلى واحة الصحراء. قراءة أقل